صور مذهلة وجميلة ورائعة جدا وغريبة كذلك كما لو كانت عن كوكب آخر ، التقطها رواد الفضاء عند تحليقهم عبر مكوك الفضاء ديسكفري
يعتبر التلسكوب الفضائي هابل (Hubble Space Telescope) نوع من أنواع التلسكوبات الفضائية ، حيث ان التلسكوبات تنقسم الى نوعان فضائية وارضية ولكن هنا سوف اتطرق للتلسكوبات الفضائية . ويعد هابل أول تلسكوب فضائي يوضع في مدار حول الأرض فقد صمم للرصد في المجال المرئي وفي المجال الأشعة فوق البنفسجية ، وقد أمَدَّ الفلكيين بأفضل وأوضح رؤية للكون على الإطلاق بعد طول معاناتهم من التلسكوبات الأرضية التي يقف في طريق وضوح رؤيتها الكثير من العوائق سواءً جو الأرض المليء بالأتربة والغبار أم المؤثرات البصرية الخادعة لجو الأرض والتي تؤثر في دقة النتائج.
لذلك بدأ التفكير في وضع تلسكوب في الفضاء بعيدًا عن كل تلك العوائق يستطيع أن يكتشف ويسجل الضوء القادم من النجوم أو المجرَّات والأجرام السماوية المختلفة قبل أن يُمتَصَّ في الفضاء أو يُشَوَّه بأي شكل من الأشكال
وهذا ما لا يقدر عليه أقوى تلسكوب أرضي ومع ان تلسكوب هبل قد تعرض في بادئ الامر لعدة مشاكل ، وعلى الرغم من بعض التشوهات التي سببتها مرآة التلسكوب القاصرة الا انه تمكن هبل الفضائي على اثبات نفسه وقدرته على التقاط صور من الفضاء الخارجي كشفت النقاب عن تفاصيل كانت خفية على التلسكوبات المنتشرة على سطح الارض ، هذا بالاضافه عندما يصلحون رواد الفضاء مرآة تلسكوب هبل فأن بالامكان التقاط صورا افضل وأشد وضوحا وأكثر دقة للاجرام السماوية الأكثر بعدا . بعد هذة المقدمة سوف اتطرق ببساطة الى تاريخ هبل الحافل بالمغامرات الجميلة .
من هو هابل؟
لقد أُطلق على (التلسكوب الفضائي الأوّل) اسم (هابل) تكريماً للفلكي الأمريكي الشهير (إدوين هابل) الذي اكتشف أن في الكون مجرات لا حصر لها تبعد مسافات هائلة عن مجرة (درب التبانة) التي تقع فيها شمسنا الوهّاجة من ضمن مائة بليون نجم تشع في هذه المجرة المحلية.
وفي عام 1929م اكتشف (هابل) قانونه الشهير الذي ينصّ على أن (المجرات تبتعد عن بعضها بعضاً بسرعات تزداد كلما زادت المسافات بينها)، مما أسّس لنظرية (الانفجار الكبير)، التي هي أحد أعظم الفتوح العلمية في القرن العشرين، وترى أن الكون بدأ بانفجار كبير من نقطة متناهية الصـغر ولكنها ذات كثــــافة تكــاد تكون لا نهائية، وصـدق الحق عز وجل: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). (الأنبياء:30).
وبعد ذلك (الانفجار الكبير) انطلقت الطاقة الإشعاعية في اتجاهات متعددة لتتكوّن منها – بعد آماد طويلة – المجرات والكواكب والنجوم، وما زالت هذه الأجرام تنطلق بعيداً عن بعضها مما يعني أن الكون في حالة تمدّد دائم واتساع مستمر، ولقد عزّزت المـعلومات الواردة من (تـلسكوب هابل ) هذه النظرية، وصدق الحق عز وجل:(والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون).(الذاريات:47).
لمحة تاريخية
كان أول عرض لفكرة التلسكوب الفضائي على يد الفلكي ليمان سبيتزر في عام 1940م، وفى عام 1970م قامت وكالة الفضاء الأوروبية Europan Space Agency) ) بالتعاون مع إدارة الفضاء الأمريكيةNASA) ( بتصميم وبناء ما يشبه التلسكوب الفضائي هابل ، وفى 25 أبريل عام 1990م قام خمسة من رواد الفضاء على متن المكوك الفضائي دسكفري بوضع التلسكوب هابل في مداره على بعد 612 كيلو مترًا من سطح الأرض, وأصبحت الصور الرائعة التي يرسلها هابل يوميًّا هي تحقيق لحلم عمره خمسون عامًا، ونتيجة لأكثر من عشرين عامًا من التعاون بين العلماء والمهندسين والمقاولين والمؤسسات من جميع أنحاء العالم، وقد أطلقت وكالة ناسا على أول تلسكوب فضائي اسم الفلكي الأمريكي ادوين هابل (1889 – 1953) الذي أثبت في عام 1920م أن الكون يتمدد مع الوقت بقيمة ثابتة لكنه لم يحددها، وهذه الحقيقة تساند أحد أهم نظريات نشأة الكون وهى نظرية الانفجار العظيم والتي تقترح أن الكون بأجرامه السماوية المختلفة نشأ كنتيجة لاصطدام نجمين كبيرين.
بعض حقائق هابل
- العمر الافتراضي للتلسكوب هابل 20 عامًا يتم خلالها عمل خمس عمليات صيانة له وتزويده ببعض المعدات الحديثة، وحتى الآن تم صيانته ثلاث مرات في ديسمبر 1993م وفي فبراير 1997م وفي ديسمبر 1999م.
- طول التلسكوب هابل 15.9م ووزن 11.11 كجم وأقصى قطر له 4.2م أي أنه تقريبًا في حجم حافلة كبيرة.
- يحمل هابل مرآتين إحداهما أساسية والأخرى ثانوية؛ وذلك لتجميع صور الكون من حوله؛ الأساسية قطرها 2.4م ووزنها 826 كجم، والثانوية قطرها 0.3م ووزنها 12.3 كجم.
- تكلفة هابل حوالي 2.2 بليون دولار أمريكي وهو يوجه الضوء الذي يجمعه الى جملة القياس .
- يتم هابل دورة كاملة في مداره حول الأرض في 97 دقيقة وسرعته 28000 كيلو متر في الساعة.
- تم إرسال أول صورة من هابل في 20 مايو 1990م وكانت لإحدى التجمعات النجمية.
- يرسل هابل يوميًّا بيانات وصور تملأ من ثلاثة إلى خمسة جيجا بيت أي ما يساوى حوالي خمس موسوعات.
- يعمل هابل بالطاقة الشمسية بطاقة 2400 وات، ويخزن طاقته اللازمة في ستِّ بطاريات من النيكل – هيدروجين سعتها التخزينية توازي 20 بطارية سيارة.
_ يشتمل على آلتي تصوير الكترونيتين خصصت احداهما لالتقاط صور للمجالات الشاملة االجمالية والاخرى لالتقاط الصور الفضائية الكبيرة المقياس ، وقد أرسل حتى الان صورا مبهرة حقا .
_ يحمل تلسكوب هابل مقياسين للتحليل الطيفي لتحليل الضوء الوارد من النجوم والمجرات ، ومقياسا للشدة الضوئية (فوتومتر) لأخذ قياسات دقيقة لسطوع النجوم ذات الخرج الضوئي المتغير .
بعض أهم اكتشافات هابل
* أحدث كاميرا بهابل إلتقطت صورة فسيفساء من قطعة كبيرة من السماء، تشمل على الاقل 10،000 مجرة.
* هابل لاحظ ما يقرب من مليون جسم. بالمقارنة، فان العين البشرية لا يمكن ان تشاهد أكثر من 6.000 نجم بالعين المجردة.
* علماء فلك من أكثر من 45 بلدا نشروا اكتشافات هابل في 4800 مقال علمي.
- في عام 1994م تابع التلسكوب هابل عن كثب اختراق بعض الأجزاء من المذنب شوماخر-ليفي 9 للغلاف الجوى للمشتري وارتطامها بسطحه، والذي يحدث مرة كل ألف سنة ولأول مرة يستطيع العلماء متابعة مثل هذه الظاهرة بهذه الدقة في الرؤية واستنتاج بعض الحقائق عن مثل تلك الظواهر.
- تابع هابل ميلاد وموت الكثير من نجوم تلك الأجرام السماوية المضيئة، وأعطى الدليل البصري على أن الأتربة التي تدور حول النجوم ظاهرة عامة مقترحًا أنها المادة الخام لتكوين الكوكب حول تلك النجوم.
- كان هابل أول من اكتشف وجود الثقوب السوداء في الكون وساعد العلماء في قياس حجم العديد من تلك الثقوب.
- قام هابل بدراسة المجرَّات وتاريخها منذ بداية نشأة الكون وأظهر بعض الاستنتاجات عن أن المجرات في بدايات الكون كانت أكثر عددًا وأصغر حجمًا وتأخذ أشكالاً غير منتظمة، أي ليست كالتي يراها الفلكيون الآن بالقرب من مجرتنا في الفضاء الخارجي.
- بعد أن استنتج العالم الأمريكي ادوين هابل نظرية تمدد الكون، عكف العلماء على حساب سرعة تمدد الكون فيما عرف بثابت هبل، وقد كان لهابل دور كبير في هذا حيث أعلن العلماء في مايو 1999م أنهم أخيرًا توصلوا إلى قيمة ثابت هابل.
- أما عن آخر اكتشافات هابل فقد اكتشف أماكن اختزان كميات كبيرة من الهيدروجين في الفضاء الكوني والتي نتجت عن الانفجار العظيم، ولم يكن أحد يعرف أين ذهبت رغم تأكيد العلماء وجودها كناتج للانفجار.
الجيل القادم من هابل
وحيث إن هابل في يوم ما في المستقبل سيتم الاستغناء عنه لانتهاء عمره الافتراضي كان يجب التخطيط للتلسكوب الذي سيخلفه، والذي يتم تصميمه حاليًا وينتظر إرساله للفضاء في المستقبل وقد تكون قدرته أقوى عشر مرات من التلسكوب هابل.